رسائل الى الماضى
تحكى الروايات القديمة أنني
كنت ابحث عن كينونتي
فى عتمة الظلام
كنت أمشى تائها
فى الطرقات
واصحو باكيا
كل يوم على فراق
ربما كان يبحث قلبي
عن قلمى المفقود
فى عتمة مصطنعة
عن عاشقة أولى
او عن سراب
كان احساسى
نقطة ضوء
على موج البحر
ترقد وتنام
يعزف القمر قيثارة
أوفيد (شاعر الحب)
ثم يرقد الحزن في عين السماء
للمطر سحابة سوداء
للعصافير غصن
وللقمر سماء
ولشاعر الحب
وطن بلا أحباب
كان يتلو الطفل
في ريعان طفولته
تميمة شاعر مجنون
قبل أن يمسك القلم بيداه
كان يمشى
فوق موج البحر
نائما ثم يصحو فى دهشة
من أشواق
كان يبحث عن لغز قديم
اسمه الحب
وابتدى البحث
عن المجهول
فى درب الهلاك
كان يكتب بالدم
خطابات الى عاشقة
خجولة جدا
ربما لم تقرأ له يوما خطاب
كان يترك الامضاء فارغا
ليحل المجهول المنتظر
مكان الامضاء
عاشق فى مملكة العذاب
كان يحدث البحر عنها
كان يحدث القمر عنها
ولا زال البحر واقفا هناك
يبحث الشاعر عن كينونته
يغمض عينيه قليلا
ويصحو على واقع آفاق
فى الصباح يرتشف قهوته المرة
يمارس عمله المعتاد
يقرأ صحيفة الحزن
ويعود كالطائر المذبوح
الى وطن العناء
وفى المساء رجل أخر
لست اعرفه
نبيذ وصخب
دول
ومدن جديدة
ونساء
كالافعى يغير جلده كل ليلة
يلتقى أنثى كل ليلة
يسافر فى بلاد النساء
عاريا
ويصحو على
موعد جديد للبكاء
الشعر فى قلبه
والحزن فى دمه
والبحث عن كينونته
حكاية الزمن
الحب سر تائه فى
مسمات روحه
الليل يسكننى
والماضى يرسمنى
ورسائلى الحمراء والزرقاء
والرمادية
تغرقنى