الخميس، 30 أبريل 2009 ~ 0 التعليقات

لوحة زيتية



لوحة زيتية
يرسمها فنان فقير
يستجدي المارين
في الطرقات
بلوحة تشجب
صخب الزمان
تصرخ دون صوت
تبكى دون دمع
تحلم بالأمان
تسافر فوق
جناح الشمس
وتخترق السر
المكنون
لحلم فنان
مجنون
يرسم
طفل يبكى
ملقى برصيف
الأحزان
يغرق في أمواج
النسيان
تعشش
فوق صدره
العصافير
تنام على نبضاته
الفراشات
تنتحر فوقه
أوراق الشجر
الخريفية
تغسله
أمطار الحزن
البائسة
طفل يحوى
داخله
فنان
يهرب
في بضعة ألوان
انسان
لا يملك إلا
فرشاة للروح
وجراح
من وجع القلب
و صقور سوداء
قادمة
من كهف النسيان
ودموع تسبح في
لوحات
وهموم تأكلها خفافيش
الظلام
يتأملها الغربان
الناس أمام اللوحة
يتصارعون الفكرة
يختلفون
منهم من يلقى اليه
بضعة نقود معدنية
وأخرون
يجثون على ركبتيهم
يخرجون لؤلؤات الشعر
من داخل تلك اللوحة الذهبية
المحمومة جدا
الشاحبة جدا
وأخرون يستهزون
يقولون مجنون
يرسم مجنون
يموت الطفل
بداخل تلك اللوحة
يموت الفنان حزنا عليه
يرسم حرفه الأخير
وأنفاسه الأخيرة

يقيمون له تمثالا ذهبيا
متحفا تاريخيا
كتبا اسطورية
معارض فنية
مقالات يومية
يخلد هذا الطفل الفنان
بزمان اخر
غير الزمان
تباع لوحاته بمليارات
تأتي روحه من جديد
فى قلب شاعر
لا يملك الا نصف ورقة
وقلم من حديد
وروح
وعناء يولد كل يوم
من جديد
يبكى كالمجروح
يصرخ كالمصلوب
يرقص كالطائر
المذبوح
يرفرف في كبرياء
يحلم
في زمن العناء
بأميرة
في قصر النساء
والحب شقاء
************

اترك تعليقا